نصائح دينية


                   بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
                 اليكم بعض هذه الفضائل

  اليكم سورة الكهف و فضل قراءتها من يوم الجمعة

سورة الكهف

هدف السورة : العصمة من الفتن
سورة الكهف هي من السورة المكية 
وهي إحدى خمس سورة بدأت بـ (الحمد لله ) ؟ 
(الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر) 
وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي
( أهل الكهف ، صاحب الجنتين ، .
موسى عليه السلام والخضر وذو القرنين )
ولهذه السورة فضل كما قال النبي صلى الله عليه و سلم 
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ ) [ رواه مسلم]
و قال صلى الله عليه و سلم 
( من قرأ سورة ( الكهف ) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) 
[ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال ) 
[ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة582]
وقال صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة ، من مقامه إلى مكة ، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ، و من توضأ فقال : سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلاأنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، كتب في رق ، ثم جعل في طابع ، فلم يكسر إلى يوم القيامة )
الراوي: أبو سعيد الخدري المصدر : الترغيب والترهيب 
[ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651 ]
(( اللهم إنى أعوذ بك من فتنة المحيا و فتنة الممات و شر فتنة المسيح الدجال ))
وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة:
فتنة الدين ( قصة أهل الكهف ) 
فتنة المال ( صاحب الجنتين) 
فتنة العلم (موسى عليه السلام والخضر)
وفتنة السلطة ( ذو القرنين)
وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن و العياذ بالله ولذا جاءت الآية 
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) آية 50 
ولهذا قال الرسول صلى الله عليه و سلم أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها.
وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن :
ختام السورة: العصمة من الفتن: 
آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة 
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) آية 110 



الاثار المترتبة
على جاحد الصلاة وتاركها
 في الحياة
لا يحل له الزواج بمسلمة
وتسقط ولايته ويسقط حقه في الحضانة  
ولا يرث ويحرم ما ذكاه من حيوان
ولا يحل له دخول مكة وحرمها لأنه كافر

إذا مات
لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه
ولا يدفن في مقابر المسلمين
لأنه ليس منهم ولا يدعى له بالرحمة
ولا يورث ويخلد في النار لأنه كافر

 من ترك الصلاة تركاً مطلقاً
بحيث لا يصلي أبداً فهو كافر مرتد
عن دين الإسلام
ومن يصلي أحياناً ويتركها أحياناً
فليس بكافر لكنه فاسق
ومرتكب إثماً عظيماً
وجان على نفسه جناية كبيرة وعاص لله ورسوله 
  
  فضل انتظار الصلاة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة وتقول الملائكة
اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث - متفق عليه

المشي للصلاة في المسجد على طهارة

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت
من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله
كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة
والأخرى ترفع درجة - أخرجه مسلم  
 عن أبي أمامة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة
فأجره كأجر الحاج المحرم
ومن خرج إلى تسبيح الضحى
لا يَنصِبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر
وصلاةٌ على أثر صلاةٍ
لا لغو بينهما كتاب في عليين - أخرجه أبوداود  

الخشوع في الصلاة

يحصل الخشوع في الصلاة بأمور منها

  حضور القلب
 الفهم والإدراك لما يقرأ أو يسمع
 التعظيم ويتولد من أمرين
معرفة جلال الله وعظمته
ومعرفة حقارة النفس
فيتولد منهما الانكسار لله والخشوع له
 الهيبة وهي أسمى من التعظيم
وتتولد من المعرفة بقدرة الله وعظمته
وتقصير العبد في حقه سبحانه
 الرجاء وهو أن يرجو بصلاته
ثواب الله عز وجل
 الحياء ويتولد من معرفة نعم الله
وتقصيره في حق الله سبحانه

صفة البكاء المشروع

بكاؤه صلى الله عليه وسلم
لم يكن بشهيق ورفع صوت
بل كانت تدمع عيناه
ويسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء

وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم
تارة من خشية الله
وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها
وتارة رحمة للميت
وتارة عند سماع القرآن
حينما يسمع آيات الوعد والوعيد
وذكر الله وآلائه ونعمه
وأخبار الأنبياء ونحو ذلك

 المحافظة على فضيلة تتعلق بذات العبادة
كالخشوع في الصلاة مثلاً
أهم من فضيلة تتعلق بمكانها 
فلا يصلي في مكان يذهب معه الخشوع كالزحام ونحوه




حفظ اللسان

** عن عبد الله أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثر خطايا بن آدم في لسانه.... " أخرجه الطبراني وابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي في الشعب بسند حسن..وقال العراقى فى تعليقه على الاحياء حديث حسن.
* ورواه ابن المبارك عن خالد بن عمران مرسلا بلفظ رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم.
**وعن الحسن البصري قال "كانوا يقولون"إن لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه ثم أمضاه بلسانه، وإن لسان المنافق أمام قلبه، فإذا هم بشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه" رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق.
**وعن ثوبان قال:"لما نزلت: {والذين يكنزون الذهب والفضة} قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه. فقال: أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه". الترمذى وقال هذا حديث حسن.*قال النووى فى الأذكار:اعلم أنه لكلّ مكلّف أن يحفظَ لسانَه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهرُ المصلحة فيه، ومتى استوى الكلامُ وتركُه في المصلحة، فالسنّة الإِمساك عنه، لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلُها شيء.
قال اللّه تعالى: {وما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وقال اللّه تعالى: {إنَّ رَبَّكَ لَبالمِرْصَادِ} [الفجر:14].
*في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنهعن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ". قلت: فهذا الحديث المتفق على صحته نصّ صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكّ في ظهور المصلحة فلا يتكلم. وقد قال الإِمام الشافعي رحمه اللّه: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلَّم، وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر.*وفي صحيحيهما أيضا:عن أبي موسى الأشعري قال: قلتُ يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ".
*وفي صحيح البخاري، عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ".
*وفي صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة، أنه سمع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إِنَّ العَبْدَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيها يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَد مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ" وفي رواية البخاري: "أبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ" من غير ذكر المغرب، ومعنى يتبين: يتفكر في أنها خير أم لا.
*وفى الترمذى عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مَنْ وَقاهُ اللّه تَعالى شَرَّ ما بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَشَرَّ ما بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّةَ" قال الترمذي: حديث حسن.
*وفي صحيح البخاري، عن أبي هريرة،
عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ، وَإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخْطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِها في جَهَنَّمَ" قلت: كذا في أصول البخاري "يَرْفَعُ اللَّهُ بِها دَرَجاتٍ": أي درجاته، أو يكون تقديره: يرفعه.
*وفي موطأ الإِمام مالك وكتابي الترمذي وابن ماجه، عن بلال بن الحارث المزني رضي اللّه عنه؛
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما كَانَ يَظُن أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَكْتُبُ اللَّهُ تَعالى لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَكْتُبُ اللَّهُ تَعالى بِها سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
*وفي كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجه،عن سفيان بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: قلت: يا رسول اللّه! حدّثني بأمر أعتصم به، قال: "قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ" قلت: يا رسول اللّه! ما أخوف ما يخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: "هَذَا". قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
*وفى الترمذى عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه قال:
قلتُ يا رسولَ اللّه، ما النجاة؟ قال: "أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ" قال الترمذي: حديث حسن.
*وفيه أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذَا أصْبَحَ ابْنُ آدَم فإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّها تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتقِ اللَّهَ فِينا فإنما نَحْنُ مِنْكَ، فإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وَإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا".
*وفي كتاب الترمذي وابن ماجه، عن أُمِّ حبيبة رضي اللّه عنها،
عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "كُلُّ كَلامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لا لَهُ، إِلاَّ أمْراً بِمَعْرُوفٍ، وَنَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ، أوْ ذِكْراً للّه تَعالى".
*وفي كتاب الترمذي، عن معاذ رضي اللّه عنه قال فى حديث طويل وفيه:أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ثم قال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.*و في كتاب الترمذي وابن ماجه، عن أبي هريرة،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "منْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ" حديث حسن.**وفى الأثر:*وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: ما من شيء أحقُّ بالسجن من اللسان. وقال غيرُه: مَثَلُ اللسان مَثَلُ السَّبُع إن لم تُوثقه عَدَا عليك.
*ويروى أن قسَّ بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا، فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تُحصى، والذي أحصيتُه ثمانيةُ آلاف عيب، ووجدتُ خصلةً إن استعملتها سترتَ العيوبَ كلَّها، قال: ما هي؟ قال: حفظ اللسان.
*وعن أبي عليّ الفُضَيْل بن عياض رضي اللّه عنه قال: مَنْ عَدّ كلامَه من عمله قلّ كلامُه فيما لا يعنيه.
*وقال الإِمامُ الشافعيُّ رحمه اللّه لصاحبه الرَّبِيع: يا ربيعُ! لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنك إذا تكلَّمتَ بالكلمة ملكتكَ ولم تملكها.

***ومن آفات اللسان:الطعن في الأَنْسَابِ الثَّابتةِ في ظاهِر الشَّرْعِ.    الكَذبِ وبيان أقسامهِ.الافْتِخَار.                                       التحديث بكلِّ ما سمعَ إذا لم يظنّ صحته.إظهار الشماتة بالمسلم.                            الترض والتورية وأحكامها.احْتِقار المسلمينَ والسُّخْرِيةِ منهم.   ألفاظٍ يُكرهُ استعمالُها أو يحرم ( وهى كثيرة جدا ). شَهادةِ الزُّور.                     انتهارِ الفُقَراءِ والضُّعَفاءِ واليتيم والسَّائلِ ونحوهمالمَنِّ بالعَطِيَّةِ ونحوِها.                             اللَّـــعْن.( وهو من أخطرها).
***ومن أعظم هذه الآفات:ـ
*الغِيبَةِ والنَّمِيمَة.أن هاتين الخصلتين من أقبح القبائح وأكثرها انتشاراً في الناس، حتى ما يسلمُ منهما إلا القليل من الناس،
*فأما الغيبة: فهي ذكرُك الإِنسانَ بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خَلقه أو خُلقه، أو ماله أو ولده أو والده، أو زوجه أو خادمه أو مملوكه، أو عمامته أو ثوبه، أو مشيته وحركته وبشاشته، وخلاعته وعبوسه وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزتَ أو أشرتَ إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك. أما البدن فكقولك: أعمى أعرج أعمش أقرع، قصير طويل أسود أصفر. وأما الدِّيْنُ فكقولك: فاسق سارق خائن، ظالم متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارّاً بوالده، لا يضعُ الزكاة مواضعَها، لا يجتنبُ الغيبة. وأما الدنيا: فقليلُ الأدب، يتهاونُ بالناس، لا يرى لأحد عليه حقاً، كثيرُ الكلام، كثيرُ الأكل أو النوم، ينامُ في غير وقته، يجلسُ في غير موضعه، وأما المتعلِّق بوالده فكقوله: أبوه فاسق، أو هندي أو نبطي أو زنجي، إسكاف بزاز نخاس نجار حداد حائك. وأما الخُلُق فكقوله: سيء الخلق، متكبّر مُرَاء، عجول جبَّار، عاجز ضعيفُ القلب، مُتهوِّر عبوس، خليع، ونحوه. وأما الثوب: فواسع الكمّ، طويل الذيل، وَسِخُ الثوب وننحو ذلك، ويُقاس الباقي بما ذكرناه. وضابطُه: ذكرُه بما يكره.
*وأما النميمة: فهي نقلُ كلام الناس بعضِهم إلى بعضٍ على جهةِ الإِفساد.
* وأما حكمهما، فهما محرّمتان بإجماع المسلمين، وقد تظاهرَ على تحريمهما الدلائلُ الصريحةُ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمة، قال اللّه تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} [الحجرات:12] وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة:1] وقال تعالى: {هَمَّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم:11] (همَّاز: غيّاب، أو مغتاب للناس) .
*و في صحيحي البخاري ومسلم، عن حذيفة رضي اللّه عنه عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ".
* في صحيحيهما، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛
أنَّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم مرّ بقبرين فقال: "إنَّهُما يُعَذَّبانِ ومَا يُعَذَّبانِ في كَبير" قال: وفي رواية البخاري: "بلى إنَّه كَبيرٌ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأما الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ".
قلتُ: قال العلماء: معنى وما يُعذّبان في كبير: أي في كبير في زعمهما أو كبير تركه عليهما.
*و في صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي،
عن أبي هُريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أتَدْرُونَ ما الغِيْبَةُ؟" قالوا: اللَّهُ ورسولُه أعلمُ، قال: "ذِكْرُكَ أخاكَ بِمَا يَكْرَهُ" قيل: أفرأيتَ إنْ كانَ في أخي ما أقولُ؟ قال: "إنْ كانَ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
* في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي بكرة رضي اللّه عنه؛
أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بِمنىً في حجة الوداع: "إنَّ دِماءَكُمْ وَأمْوَالكُمْ وأعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا، ألا هَلْ بَلَّغْتُ؟".
* في سنن أبي داود والترمذي، عن عائشة رضي اللّه عنها قالتْ:
قلتُ للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم: حسبُك من صفيّة كذا وكذا ـ قال بعضُ الرواة: تعني قصيرة ـ فقال: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ" قالت: وحكيتُ له إنساناً فقال: "ما أُحِبُّ أني حَكَيْتُ إنساناً وأنَّ لي كَذَا وكَذَا" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلتُ: مزجته: أي خالطته مخالطة يتغيرُ بها طعمُه أو ريحُه لشدّة نتنها وقبحها، وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئاً من الأحاديث يبلغُ في الذمّ لها هذا المبلغ {وَمَا يَنْطقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3] نسألُ اللَّه الكريم لطفه والعافية من كل مكروه.
*وفى البخارى ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَخونُهُ وَلا يَكْذِبُهُ وَلا يَخْذُلُهُ، كُلّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ عرْضُهُ ومَالُهُ وَدَمُهُ، التَّقْوَى ها هنا، بِحسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلمَ"
**وفى الأثر:
عن الحسن البصري رحمه اللّه أن رجلاً قال له: إنك تغتابني، فقال: ما بلغَ قدرُك عندي أن أحكِّمَكَ في حسناتي.
وعن ابن المبارك رحمه اللّه قال: لو كنتُ مُغتاباً أحداً لاغتبتُ والديّ لأنهما أحقُّ بحسناتي.
**وسبحان من قال :" {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور:15].
**رد الغيبة:***و اعلم أنه ينبغي لمن سمع غِيبةَ مسلم أن يردّها ويزجرَ قائلَها، فإن لم ينزجرْ بالكلام زجرَه بيده، فإن لم يستطع باليدِ ولا باللسان، فارقَ ذلكَ المجلس، فإن سمعَ غِيبَةَ شيخه أو غيره ممّن له عليه حقّ، أو كانَ من أهل الفضل والصَّلاح، كان الاعتناءُ بما ذكرناه أكثر.
*ففي كتاب الترمذي، عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه،
عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيامَةِ" قال الترمذي: حديث حسن.
*و في صحيحي البخاري ومسلم، في حديث عِتبان بكسر العين على المشهور، وحُكِي بضمِّها رضي اللّه عنه في حديثه الطويل المشهور قال:
قام النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يُصلِّي، فقالوا: أين مالك بن الدُّخْشُم؟ فقال رجل: ذلك منافق لا يُحِبّ اللَّهَ ورسولَه، فقال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "لا تَقُلْ ذلكَ، ألا تَرَاهُ قَدْ قالَ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، يُرِيدُ بِذلكَ وَجْهَ اللَّهِ؟".
*و في صحيح مسلم، عن الحسن البصري رحمه اللّه:
أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخلَ على عُبيد اللّه بن زياد فقال: أي بنيّ إني سمعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إنَّ شَرَّ الرِّعَاء الحُطَمَةُ، فإيَّاكَ أنْ تَكُونَ مِنْهُمُ، فقال له: اجلسْ، فإنما أنتَ من نُخالة أصحابِ محمَّدٍ صلى اللّه عليه وسلم، فقال: وهل كانتْ لهم نخالةٌ؟ إنما كانت النُّخَالةُ بعدَهم وفي غيرِهم.
*و في سنن أبي داود، عن جابر بن عبد اللّه وأبي طلحة رضي اللّه عنهم قالا:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما مِن امْرىءٍ يَخْذُلُ امْرَأَ مُسْلِماً في مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضَهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ في مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، ومَا مِنْ امْرىِءٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً في مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَك فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلا نَصَرَهُ اللَّهُ في مَوْطِنٍ يُحِب نُصْرَتَهُ".
***ثم اعلم أن من عظيم الغيبة,الغِيْبَةِ بالقَلْبِ.*فاعلم أن سوء الظنّ حرام مثل القول: فكما يحرم أن تحدّث غيرك بمساوىء إنسان، يحرم أن تحدّث نفسك بذلك وتسيء الظنّ به، قال اللّه تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات:12].
*و في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه؛
أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فإنَّ الظَّنَّ أكْذِبُ الحَدِيثِ". ومعنى "فإن الظن أكذب الحديث" أي أكثر كذباً من باقي الكلام.
** والمراد بذلك :"عقدُ القلب": تحقيق الظن وتصديقه،وحكمُك على غيرك بالسوء، فأما الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقرَّ ويستمرّ عليه صاحبُه فمعفوٌ عنه باتفاق العلماء، لأنه لا اختيارَ له في وقوعه، ولا طريقَ له إلى الانفكاك عنه، وهذا هو المراد بما ثبتَ في الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي ما حَدَّثَتْ بِهِ أنْفُسَها ما لَمْ تَتَكَلَّم بِهِ أوْ تَعْمَلْ" (البخاري، ومسلم).
*قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقرّ. قالوا: وسواءٌ كان ذلك الخاطِرُ غِيبة أو كفراً أو غيرَه؛ فمن خطرَ له الكفرُ مجرّد خَطَرٍ من غير تعمّدٍ لتحصيله، ثم صَرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه.و في الحديث الصحيح أنهم قالوا: يا رسولَ اللّه! يجدُ أحدُنا ما يتعاظمُ أن يتكلَّمَ به، قال: "ذلكََ صَرِيحُ الإِيمَانِ" (مسلم) ولفظه: عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فسألوه: إنّا نجدُ في أنفسنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أن يتكلَّم به. قال: "وقدْ وجدتُموه؟" قالوا: نعم قال: "ذاك صريحُ الإيمان") ".
وسببُ العفو ما ذكرناه من تعذّرٍ اجتنابه، وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حراماً. ومهما هرضَ لك هذا الخاطرُ بالغيبة وغيرها من المعاصي وجبَ عليك دفعُه بالإِعراض عنه وذكر التأويلات الصارفة له عن ظاهره.
** قال الإِمام أبو حامد الغزالي في الإِحياء (باختصار وتصرّف يسير) :
إذا وقع في قلبك ظنّ السوء فهو من وسوسة الشيطان يلقيه إليك، فينبغي أن تُكذِّبه فإنه أفسقُ الفسّاق، وقد قال اللّه تعالى: {إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا على ما فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] فلا يجوز تصديق إبليس، فإن كان هنناك قرينة تدل على فساد واحتمل خلافه، لم تجز إساءة الظنّ؛ ومن علامة إساءة الظنّ أن يتغيَّر قلبُك معه عمّا كان عليه، فتنفرُ منه وتستثقله وتفتر عن مراعاته وإكرامه والاغتمام بسيّئته، فإنَّ الشيطانَ قد يقرِّبُ إلى القلب بأدنى خيالٍ مساوىءَ الناس، ويُلقي إليه أن هذا من فطنتك وذكائك وسرعة تنبّهك، وإن المؤمن ينظر بنور اللّه تعالى، وإنما هو على التحقيق ناطقٌ بغرور الشيطان وظلمته، وإن أخبرَكَ عدلٌ بذلك فلا تُصدِّقه ولا تُكذِّبه لئلا تُسيءَ الظنّ بأحدهما؛ ومهما خطرَ لك سوءٌ في مسلمٍ فزِدْ في مراعاته وإكرامه، فإن ذلك يُغيظُ الشيطانَ ويدفعُه عنك فلا يُلقي إليك مثلَه خِيفةً من اشتغالك بالدعاء له، ومهما عرفتَ هفوةَ مسلم بحجّةٍ لا شكّ فيها فانصحْه في السرّ ولا يخدعنَّك الشيطانُ فيدعوك إلى اغتيابِه، وإذا وعظتَهُ فلا تعِظْه وأنت مسرورٌ باطّلاعِك على نقصِه فينظرُ إليك بعين التعظيم وتنظرُ إليه بالاستصغار، ولكن اقصدْ تخليصَه من الإِثم وأنت حزينٌ كما تحزنُ على نفسك إذا دخلَك نقصٌ، وينبغي أن يكون تركُه لذلك النقص بغير وعظك أحبّ إليك من تركه بوعظك. هذا كلام الغزالي.أ.هـ
** كَفَّارةِ الغيْبةِ والتَّوْبَةِ منهااعلم أن كلّ من ارتكب معصيةً لزمه المبادرةُ إلى التوبة منها، والتوبةُ من حقوق اللّه تعالى يُشترط فيها ثلاثة أشياء: أن يُقلع عن المعصية في الحال، وأن يندمَ على فعلها، وأن يَعزِمَ ألاّ يعود إليها.
والتوبةُ من حقوق الآدميين يُشترط فيها هذه الثلاثة، ورابع: وهو ردّ الظلامة إلى صاحبها، أو طلب عفوه عنها والإِبراء منها؛ فيجبُ على المغتاب التوبة بهذه الأمور الأربعة، لأن الغيبة حقّ آدمي، ولا بدّ من استحلاله مَن اغتابَه، وهل يكفيه أن يقول: قد اغتبتُك فاجعلني في حلّ، أم لا بُدَّ أن يبيّنَ ما اغتابه به؟ فيه وجهان لأصحاب الشافعي رحمهم اللّه: أحدهما يُشترط بيانُه، فإن أبرأه من غير بيانه لم يصحّ؛ كما لو أبرأه عن مال مجهول. والثاني لا يُشترط، لأن هذا مما يُتسامحُ فيه فلا يُشترط علمه بخلاف المال. والأوّل أظهرُ، لأن الإِنسانََ قد يسمحُ بالعفو عن غيبة دونَ غِيبة؛ فإن كان صاحبُ الغيبةِ ميّتاً أو غائباً فقد تعذّرَ تحصيلُ البراءة منها؛ لكن قال العلماء: ينبغي أن يُكثرَ الاستغفار له والدعاء ويُكثر من الحسنات.
* ويُستحبّ لصاحب الغِيبة أن يبرئه منها ولا يجبُ عليه ذلك لأنه تبرّعٌ وإسقاطُ حقّ، فكان إلى خِيرته، ولكن يُستحبّ له استحباباً متأكداً الإِبراء، ليخلِّصَ أخاه المسلم من وبال هذه المعصية، ويفوزَ هو بعظيم ثواب اللّه تعالى في العفو ومحبة اللّه سبحانه وتعالى، قال اللّه تعالى: {وَالكاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهِ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] وطريقهُ في تطبيب نفسه بالعفو أن يذكِّرَ نفسَه أن هذا الأمر قد وقعَ، ولا سبيلَ إلى رفعه فلا ينبغي أن أُفوِّتَ ثوابَه وخلاصَ أخي المسلم، وقد قال اللّه تعالى: {وَلمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِن ذلكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ} [الشورى:43] وقال تعالى: {خُذِ العَفْوَ} [الأعراف:199]. والآيات بنحو ذلك كثيرة.
وفي الحديث الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخيهِ" (مسلم (2699) ، وهو جزء من حديث طويل؛ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه وأوله "مَنْ نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُرْبةً من كُرَب الدنيا") . وقد قال الشافعي رحمه اللّه: من اسْتُرضي فلم يرضَ فهو شيطان. فأما يحدثُ بعدَه فلا بدّ من إبراء جديد بعدَها، وباللّه التوفيق.
***والنميمة.*قال الإِمام أبو حامد الغزالي رحمه اللّه: النميمةُ إنما تُطلق في الغالب على مَن يَنمُّ قولَ الغير إلى المقول فيه، كقوله: فلان يقولُ فيك كذا، وليست النميمةُ مخصوصةً بذلك، بل حدّها كشف ما يكره كشفُه، سواء كرهه المنقول عنه، أو المنقول إليه، أو ثالث، وسواء كان الكشفُ بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإِيماء أو نحوها، وسواء كان المنقولُ من الأقوال أو الأعمال، وسواء كان عيباً أو غيره، فَحَقِيْقَةُ النميمة إفشاءُ السرّ وهتكُ الستر عمّا يُكره كشفُه، وينبغي للإِنسان أن يسكتَ عن كلِّ ما رآهُ من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدةٌ لمسلم أو دفعُ معصية، وإذا رآهُ يُخفي مالَ نفسه فذكره فهو نميمة. قال: وكلُّ مَنْ حُمِلت إليه نميمة وقيل له: قال فيك فلان كذا، لزمه ستة أمور:
الأول: أن لا يصدقه، لأن النَّمامَ فاسقٌ وهو مردود الخبر.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبّح فعله.
الثالث: أن يبغضَه في اللّه تعالى فإنه بغيض عند اللّه تعالى، والبغضُ في اللّه تعالى واجب.
الرابع:أن لا يظنّ بالمنقول عنه السوء لقول اللّه تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظنّ} [الحجرات:12]
الخامس: أن لا يحملَك ما حُكي لك على التجسس والبحث عن تحقيق ذلك، قال اللّه تعالى: {ولا تَجَسَّسُوا} [الحجرات:12].
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمّامَ عنه فلا يحكي نميمته.
وقد جاء أن رجلاً ذَكَرَ لعمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه رجلاً بشيء، فقال عمر: إن شئتَ نظرنَا في أمرك، فإن كنتَ كاذباً فأنتَ من أهل هذه الآية: {إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبإ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6] وإن كنتَ صادقاً فأنتَ من أهل هذه الآية: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ} [القلم:11] وإن شئتَ عفونا عنك، قال: العفو يا أميرَ المؤمنين! لا أعودُ إليه أبداً.
ورفع إنسانٌ رُقعةً إلى الصاحب بن عبّاد يحثُّه فيها على أخذ مال يتيم، وكان مالاً كثيراً، فكتبَ على ظهرها: النميمةُ قبيحةٌ وإن كانت صحيحةً، والميّتُ رحمه اللّه، واليتيمُ جبرَه اللّه، والمالُ ثَمَّرَهُ اللّه، والساعي لعنه اللّه.
*قال اللّه تعالى: {وَلاَ تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإِسراء:36].
*في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ "اثْنَتانِ في النَّاسِ هُمَا بِهمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ، وَالنِّياحَةُ على المَيِّت".
*وفي كتابي أبي داود والترمذي، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، قال:
قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا يُبَلِّغْني أحَدٌ منْ أصْحابِي عَنْ أحَدٍ شَيْئاً، فإني أُحِبُّ أنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وأنا سَلِيمُ الصَّدْرِ".




فضل صيام الإثنين و الخميس


ثمانية نوايا في صيام يوما الاثنين و الخميس

(1) ابتغاء مرضاة الله تعالى

(2) اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس "

صحيح : رواه ابن ماجة والترمذي والنسائي

(3) أن يباعد الله منك جهنم مسيرة مائة عام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
السلسلة الصحيحة ( 6 / 2565 )




(4) أن يجعل الله بينك وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض "
حسن : السلسلة الصحيحة ( 2 / 563 )

(5) أن يشفع لك الصيام يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ؛ فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان "
إسناده صحيح : رواه أحمد ( 2/174 )

(6) أن تدخل من باب الريان يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ؛ فلم يدخل منه أحد "




و في رواية عند ابن خزيمة : " ....... فإذا دخل آخرهم أغلق ، و من دخل شرب ، و من شرب لم يظمأ أبداً "
] رواه البخاري (1896) ، و مسلم (1152) ، و الترمذي (765) ، و ابن ماجة (1640) ، و النسائي (4/118) ، و ابن خزيمة (1902) [

(7) رجاء أن يُختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خُتم له بصيام يوم ؛ دخل الجنة " 
رواه البزار عن حذيفة ، و صححه الألباني في صحيح الجامع (6224)

(8) أن يُرفع عملُك وأنت صائم
عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ، فسألته ؟ فقال : " إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " 

صحيح : فتح الباري ( 4 / 278 ) 





             و أتمنى ان تأخذوا و لو بواحدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق